الخميس، 20 مارس 2014

بقعة ضوء

و ها هو اليوم ....آخر عهدها  به
ظهوره  كان مفاجئا في بقعة الضوء الصغيرة تلك، المحيطة بذلك الكيان الأصغر، و كما إن مغادرته لتلك البقعة كان مفاجئاً أيضاً ، لم يكن لتوقيت و لا لأسلوب المغادرة  علاقة بالأمر، إلا أن مغادرته أحدثت إرتباكاً؛ فقل إتساع بقعة الضوء لدرجة  إنها ضاقت على الكيان كما ضاق الكيان بها و ضعُف تماسكه.
 كانت بقعة الضوء تمد الجميع من حولها بالنور و لم تعي يوما مدى حاجتها هي لم يزيد من قوة هذا  الضوء و توهجه؛ و الذي أضاعت عليه مخزون العمر كله، لتصل إلى ما هي عليه الآن بمفردها.

غادر....ضاقت فسحة الضوء، حينها أدركت  إن هذا اليوم لا يمثل آخر عهدهِ معها فقط؛ بل هو أخر العهد بكل سيكون عليه الغد ....حتى لو آتى ذلك (الذي ما سيكون عليه الغد) من طريق أخر.

الخميس، 6 مارس 2014

البساطة ....كلمة ساحرة






هو......مُتعلم  على درجه عالية من الثقافة ، غنية هي تجربته الحياتية و متنوعة ، كما هو الحال بالتأشيرات على جواز سفره. يجد متعة في الاستماع لحديثي المتواضع و مفرداتتي البسيطة في التعبير عما يضج برأسي و إن كان بالغ التعقيد ؛ فقد تُطرُبُ  آهات راعٍ بسيط على الناي أُذناً تعودت على سماع السمفونيات .
أنا ....و منذ زمن طويل دأبت و على الدوام  محاولة تعلم لغة الكبار أمثاله؛ أسلوبهم بالحديث؛ مفرداتتهم ؛ متى يصمتون متى يتكلمون؛  في أي وقت يُبادروك بمداخله أو تعقيب، لأطور من ذاتي و لـ أُعبر عما يختلج في نفسي بما يليق  بشخص يدعي الثقافة و المعرفة ، و لـ أكون جدير برفقتك ، غير إن مخزون ذاكرتي _الذي يضج بقصص الطفولة_ رمى في طريقي قصة ذاك الغراب الذي حاول تقليد حمامه أغرته طريقة مشيها، أراد إثارة إعجاب الآخرين و الزهو بنفسه .....أضاع مشيته و لم يصل لمراده ،فظل يحجل طوال حياته ، أنا لا طاقة لي على الحجل ، لما كل هذا العناء!!!!! و أنا بمقدوري الوقوف على كلتا قدمي و المشي بهما ، أي نعم إن الخطى صغيرة و متواضعة ...إلا إنها تُعيني على المضي قُدماً

فـ للبساطة روادها و مُريديها في هذه الحياة و أنا لي فيها طرقٌ و مسالك .