الخميس، 3 مايو 2012

نعمة الندم



للندم حلاوةٌ أشتهي تذوقها ..وأصابع أود إدمائها...فكل نوبة ندم تجتاحني لا تستقر بالنفس أكثر من دقائق معدودة ...و إن طالت لساعات فأعلم إن ما ندمت لآجلة كان أكثر من شيءً  ذاك اليوم.
لذا أخطائي كثيرة و هفواتي أكثر ...معاصي تستعظم يوماً عن أخر لدرجة التمني بأن أموت بعدها  و أكون نسياً منسيا ...ناهيك عن شعور متواصل  بأني بلا شك ممن ضلوا سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون إنهم يحسنون صنعا.
أملك من الذكاء و الدهاء الاجتماعي مما يمكني من المُضي قدماً في العالم المليء بكل أصناف الكائنات المُتَصبغه  بالإنسانية , غير أني ما أنفكُ أتعثر بحصى و حجارة حفرتُ شيئاً من تجاربي عليها من قبل. و الذي لا شك فيه إن  إيماني و يقيني يُغلفاني بشكلٍ مُحكم , إلا إن الذنوب وجدت منفذا إلي , و مع عدم جدية في الندم تتطور فيها الأمر إلا أن  أصبحت معاصي يَندى لها الجبين.
هل يعني هذا إن بلادهً بالسلوك سمةٌ متأصلةٌ فّي و ورثٌ موروث , أم إن هذا خللٌ بالشخصية يحتاج لتدخل الطب فيها , أو إن الالتزام و اليقين  بدأن  بالنقصان و يحتاجان إلى رحلة إيمانية يسافر فيها العقل و القلب معاً؟ لا أعلم , لكن أي كان السبب سأسلكُ طريق علاجه بلا تردد أو هوادة, لأحظى بتلك النعمة التي حُرمت, و لأجعل منها نكهة لاذعة  تغير طعم أيامي – فما عدتُ أستسيغ الحلو فيها- و خضاب ألون به أصابعي في كلتا يدي.
أم أن ما أمرُ به شيءٌ طبيعي , و من خلاله تتوسع مداركي و تتراكم خبراتي , و إن عَنى  هذا  التعثر بالأمر مراراً و تكراراً ,أو ربما عدم شعوري بالندم أصلاً ناجمٌ من كون ما أقوم به ليس ذنباً بالأصل و لا خطأً بالعرف و التقاليد و لا حتى مجرد هفوة,أضع نقطة أخر السطر و أنا لا أعلم.