هاهي أغصان الشجر العارية ترتعد خوفاً, و ضعاف الكائنات تبحثُ عن ملاذٍ لها, و عيون الناس ترتقب خلف النوافذ مختلطاً في مشاعرها , بين الرهبة منه و الرغبة فيه.
الرهبةُ تكمن بما يكتنف حضوره , موكبه ذاك الذي يطلُ به علينا في كل عام,صمتٌ حالك السواد,يتبعهُ ضوءٌ يخطف القلب قبل البصر,يلّيه صوت مدوي,ليعلن بكل قوة و بطش عن حضوره , ثم يأتيك ذاك
النغم العذب الذي تطربُ له الروح لحد النشوة, فَيُزيل تلك الرهبة برقته و بريق حباته , فيروي بسخاء عطشاً طويلاً و عميقاً.
و من بالغ كرمهِ أنهُ يغادرنا دون أن يرى نِتاج ذاك البذل السخي الذي غمرنا به , لينعم غيره بعطاء نفسه .