الاثنين، 13 فبراير 2012

مجد ٌمكتوبٌ بالأحمر

 
تجاوز كل محطات التاريخ المشرقة بالرموز العِظِام , ذو الأيادي البيضاء و الخضراء,من كانوا نوراً و مَنَاراً للأُمم  في كل نواحي الحياة .
تَجاوزها بشار وضعاً نُصب عينيه  محطات أولئك ممن إشتهو الأحمر لوناً, ليُغلف حياتهم و يُسجل تاريِخُهُم , من أحسن و أفضل من الدم ليقوم بهذا , و أي دم ....طبعاً لا يوجد أرخص من دم الإنسان و بالذات إن كان عربياً.
 الرئيس بشار الأسد يُظهر لنا مدى تأثُره و حُبهِ لكل سفاح جَرح َأسمه في جسد التاريخ , إلا إنه كما يبدو لي أتخذ من سلوبودان ميلوشيفيتش مثلاً أعلى له , و نعم الاختيار يا بشار , فذاك الأول تحدى المجتمع الدولي كله و كذا أنت فعلت من باب الغباء و التعنت لا أكثر , هو تجاهل قرارات مجلس الأمن و ها أنت أيضا ماضٍ في سياسية التجاهل لدرجة إنك تجاهلت معها إذ أنت لم تُحاسب من قبل مجلس الأمن , و محاسبة التاريخ لا تعنيك لا من قريب و لا من بعيد, فهناك حساب لا مفر منه , حساب يرجو النبيين و الصديقين النجاة منه فكيف أنت يا مسكين ؟!!  ميلوشيفيتش مضى في إراقة دماء البوسنيين في مذبحة تلو الأخرى و لعل أشهرها مذبحة سربرنيتشا التي تم اعتبارها دولياً إبادة جماعية  , وقد  كان هذا في منتصف التسعينات من القرن الفائت, و ها أنت تتابع مسيرته الحمراء , بل و تفوقت عليه , هو أباد من كانوا من غير عرقه و دينه على خلفية سياسيه , و أنت تُبيد أهلك و شعبك لأنهم فقط أرادُ الحياة كابني آدميين لا عبيد عندك   يا حضرة الرئيس و لا دُمي في  يد نظامك...أقصد عصابتك .
سوريا العرب و العروبة الحصن الأخير الذي يدافع عن شرف الأمة العربية ...هذا ما يتشدق به طبيب العيون ,و الذي يَشُك الكثيرين في مقدرته على الأبصار فعيناهُ و قلبهُ و بَصيرته ....في ظُلمةٍ حالكة, و أنا و كثيرون يردون عليه بسؤال أي شرفٍ يا بشار ذاك الذي تُدافع عنه؟!! , لن ندخل في متاهات الحرب مع إسرائيل و استعادة الجولان , لكن أي شرفٍ هذا ؟!! و قد أصبحت الهوية السورية سبيلاً لمن قَطعتَ أنت و عصابتك  بهم السُبل للبحث عن لقمةٌ يُسدُ بها الرمق, دفعت شعبك الفار من بطشك إن يستجدي المال ليستر نفسه و عِرضهُ وبارزاً هويته السورية لينفي عن نفسه تهمة التسول ( ليس هذا  أسلوب جديد في الشحاذة , فقد تم التحقق من عَوزهم و ضيق ذات حالهم و  إنهم ممن نجو من مذابح النظام السوري)
ميلوشيفيتش  تم الإلقاء عليه و تقديمه لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي , و مات هناك في زنزانة جراء نوبة قلبيه , أما أنت فأتمنى من الله  أن تلقى مصيراً  كمصير  من نعت شعبه بالجرذان  و أتهمهم بتعاطي المخدرات  و الخيانة , و مصيراً كمصير  ذاك الذي جعل الماجدات على حد تعبيره يفترشن أرصفة عمان ليبعن الدخان و سواه , في مشهد مُذل  لشعب  بلدين يملكان أيقونه الحياة و البقاء في هذا العصر ..النفط طبعاً .
اللهم أهنهُ كما أهان شعباً لطالما كان عزيزاً معتزاً بعروبته , و دمرهُ كما دمر أيقونة من أيقونات الجمال في الشرق الأوسط , سوريا التي يُختزل بها ثقافات العالم من الأزل ليومنا هذا ....فالقلب و العين ما زالت تزفان  لما فعل التتار بحضارة العرب في بغداد...و لا أظن جسد التاريخ العربي المتهالك  يتحمل سقطةٍ أُخرى  ترميه بها يا بشار لتسنى لك أن تكتب  مجدك بالأحمر .






هناك 4 تعليقات:

  1. لا سامحك الله يا بشار
    تحياتى ابوداود

    ردحذف
    الردود
    1. آمين يا رب...شكراً لمروك أبوداود

      حذف
  2. نصر الله الحق والإسلام

    تحيتي لمشاركتكم الطيبة

    ردحذف
    الردود
    1. آمين يا رب...الله يسمع منك ....شكراً لك :)

      حذف